مدونة الباحثة وجـــدان الدفاعـــي

باحثة في مجال العلوم السياسية- جامعة صنعاء - اليمن

الاسم:
الموقع: Sedney, Australia

Political science researches

الاثنين، 20 أبريل 2009

أسباب فشل العرب في تكوين إتحاد عربي موحد

أسباب فشل العرب في تكوين إتحاد عربي موحد

المقدمـــة:
أن النظم السياسية العربية ذات خصوصية معينة مصدرها علاقة العروبة التي تجعل منها مجموعة متمايزة من التفاعلات السياسية التي تتم بينها, فقد ظهرت دعوات فكرية تدعو الى الوحدة العربية وقامت حركات وأحزاب سياسية تبنت تلك الدعوات , لكن ما يحدث الان يجعل امتنا العربية تواجه تحديات كبيرة بسبب الضعف الذي أصاب الانظمة العربية من جراء تبعيتها واستمراها بالسير وراء القوى الكبرى المهيمنة على القرار الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية , مما أدى الى أن تمارس هذه القوى الضغط بكل اشكالة وانواعة على تلك الانظمة الضعيفة المتخاذلة لكي تعيق وتضعف قيام أي مشروع عربي مشترك من شانة أن يتعارض مع تحقيق مصالحها واهدافها في المنطقة, هذا مما جعل كل دولة عربية تريد الحفاظ على سيادتها واستقلالها غير مهتمة بمصلحة الامة العربية, اضافة الى ذلك أن هذه الانظمة وبسبب تركيبتها ظلت وما زالت أسيرة الايديولوجيات والسياسيات والتدخلات الخارجية التى أثرت على قراراتها , حيث أتسمت اغلب تلك الأنظمة بالدكتاتورية واستعباد الشعوب الى جانب الفساد وغيرها من الاسباب التي أدت الى تعثر برامج التنمية العربية المشتركة.
ولابد من الاشارة الى انني قمت بالاطلاع على العديد من المقالات التي تم نشرها حول الموضوع عبر الانترنيت وبعد قرائتي لها قمت بأستنتاج بعض من الاسباب التي ادت الى فشل العرب في تكوين اتحاد عربي موحد.


أسباب فشل العرب في تكوين إتحاد عربي موحد

هناك العديد من الاسباب التي ادت الى فشل العرب في تكوين اتحاد عربي موحد , منها ماهو خارجي ومنها ما هو داخلي, و من اهم الاسباب هي:
1- أن فكرة الوحدة العربية كما يقول الدكتور حسن نافعة ( ليست وسيلة من أجل التغلب على المشاكل والصعوبات الداخلية التي تعيق نهوض الامة العربية , بل على الارجح أن فكرة الوحدة العربية هي وسيلة من أجل مواجهة التحديات الخارجية التي يتم تحميلها مسؤولية عجز العرب , وهي كذلك وسيلة من أجل أعادة أحياء أمجاد العرب الغابرة).
2- أن العالم العربي اليوم يواجة صعوبات كبيرة بسبب الخلافات السياسية حول بعض المواقف في قضايا مختلفة, وهذا يرجع الى الأرادة السياسية للدول العربية والتي هي السبب الرئيسي في تلك الصعوبات التي تواجه العمل العربي المشترك حيث مازالت الدول العربية كل دولة لها موقفها السياسي المنفرد في بعض القضايا المهمة في الوقت الذي يتجة فيه العالم نحو أقامة تكتلات كبرى فعلية, وعلية فلابد أن يعمل العرب على التعامل مع هذه الصعوبات ولكن من منظور المصلحة المشتركة وليس من منظور سياسي.
3- أن فكرة قيام السوق العربية المشتركة التي تم صياغتها وقرارها منذ عام 1957أي قبل قيام الاتحاد الاوربي بسنوات عديدة كانت احد الاهداف التي أنشئت من اجلها جامعة الدول العربية, وكان من المنتظر أن تسهم هذه السوق في تحقيق الامن الغذائي للشعوب العربية الا أن الجامعة العربية فشلت في تحقيق هذا الهدف لكون العديد من الانظمة العربية أصبحت تابعة بشكل أو بأخر الى هيمنة القوى الكبرى من الناحية الاقتصادية, أضافة الى أن مصالح القوى الكبرى تتعارض في كثير من الاحوال مع الرغبة في تفعيل العمل العربي المشترك وتحقيق الاكتفاء الذاتي العربي لانه يشكل خطرا على مصالحها.
4- غياب الأرادة السياسية العربية الموحدة تجاه القضايا والأزمات الكبيرة التي تواجهها الأمة العربية حيث تصر كل دولة عربية على الحفاظ على سيادتها واستقلالها ولو على حساب المصالح العليا للامة العربية.
5- انقسام الدول العربية في القضايا المصيرية التي تمس الأمن القومي العربي وخصوصا قضية فلسطين حيث أقامت بعض الدول العربية علاقات سياسية مع اسرائيل في حين دول اخرى لم تقم أي نوع من انواع العلاقات , فهذا يمثل فشل في رسم سياسة او موقف عربي موحد.
6- ضعف مؤسسات السياسية العربية الخارجية العربية في توضيح موقف عربي موحد حيال قضايا المنطقة العربية بسبب تركيز كل دولة على ابراز حضارتها وموقفها الوطني دون أن يعنيها الشأن العربي .
7- اصبحت العلاقات مع دول غير عربية هي المسيطرة على العلاقات العربية حيث أنة في معظم الاحيان توصف العلاقات الخارجية لكل دولة عربية مع دول الجوار الاقليمي او الأوربي بصورة تفوق علاقات الدولة العربية مع محيطها العربي وهذا ما يفسح المجال أمام التدخل والأختلاف في السياسات وبالتالي يؤدي الى عدم رسم سياسية عربية موحدة .
8- كثرة التدخلات الخارجية في النظام الاقليمي العربي وفي سياسات الدول العربية بسبب خلافات الانظمة العربية الشخصية والسياسية.
9- وجود عدم أستقرار سياسي واقتصادي على مستوى الدول العربية. فهناك دول تمتلك موارد طبيعية واقتصادية دون الموارد البشرية , والعكس صحيح حيث توجد دول تتميز بموارد بشرية ولكن إمكانياتها ومواردها الاقتصادية محدودة , هذا مما يؤدي الى حالة من عدم الاستقرار لانعدام التكافؤ.بين الدول العربية .
10- الخلافات والنزاعات التي تجمع بين الدول العربية اكثر بكثير من عوامل التوحد, اذ قلما تتوحد السياسات العربية فيما بينها على شأن قومي يصب في مصلحة الامة العربية بسبب تناقض المصالح واختلاف التوجهات الخارجية لكل دولة عربية منفردة.
11- عدم ايمان الأنظمة العربية بضرورة العمل العربي المشترك لأن لكل دولة عربية سياسة خارجية تديرها وفق لنمط معية في أطار مصلحة معينة لا تلتقي في القضايا المصيرية مع السياسات الخارجية للدول العربية الاخرى.
12- أن العمل العربي المشترك يعتبر في نظر القوى الكبرى ضربة لمصالحهم وأطماعهم في المنطقة,والتي تريد تلك القوى أن تظل المنطقة سوقا لمنتجاتها وسلاحها وموردا لا ينضب للنفط الرخيص الثمن , لذلك تعمل على الضغط على الحكومات والأنظمة من أجل أعاقة وإضعاف المشروعات العربية المشتركة.
13- ظهور لغة السيطرة على المجتمع الدولي باسم القوة الاقتصادية والعسكرية التي بينت فيما بعد صحة النظرية الامبريالية التي تقوم على السيطرة على الموارد العالمية تحت غطاء الحرية والديمقراطية.
14- التأثير السياسي والعسكري لإسرائيل على الدول التي تدعو للعمل العربي المشترك وهذا التأثير يعتبر من العوامل الكبيرة التي وقفت وحالت دون استمرار العمل العربي الموحد فحدود إسرائيل تقع كلها مع دول كانت سباقه إلى العمل الموحد مثل مصر وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين , والتي مازالت هذه الدول لحد الآن تتبنى بعض المواقف في بعض المؤتمرات القومية التي يتم عقدها في إحدى الدول العربية.

الخاتمـــة:
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن ما تتعرض إلية اليوم الجامعة العربية ما انتكاسات يعود الى عدم اقتناع الأنظمة العربية بضرورات العمل العربي المشترك الذي توفر جامعة الدول العربية إطارا وقاعدة أساسية لتحقيقه, إضافة إلى أن الجامعة العربية لا تمتلك سلطات وصلاحيات فوق قطرية تجعل قراراتها ملزمة لأعضاء الجامعة وما يتم الاتفاق علية داخل الجامعة تقوم كل دولة بعدها بعرقلته وعدم تنفيذه في إطار التمسك بالسيادة القطرية لهذه الدولة وعبر سلسلة من اليات التسويف والمماطلة, كما أنها لاتمتلك صلاحيات تنفيذية او عقابية على غرار ما لدى (المفوضية الاوربية) في بروكسل ومن هنا تكون قراراتها غير ملزمة للتنفيذ وتبقى حبر على ورق على عكس المفوضية الاوربية التي تمتلك حق فرض العقوبات على الدول التي لا تنفذ القرارات, فقد اضعفت تلك الممارسات للدول العربية الجامعة وجعلت النظر الى العمل العربي الموحد او المشترك شبة مستحيل, وبالتالي اصبحت القدرة على تفعيل المشاريع الاقتصادية لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي المنشود والذي انشئت من اجلة الجامعة العربية مستحيل.

التسميات:

1 تعليقات:

Blogger Wijdan Al-Dafaee يقول...

Mumtaz

25 أبريل 2009 في 2:09 م  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية